jeudi 18 décembre 2008

لطفي العربي السنوسي: صباح الحذاء .. في ليل العرب الأسود



كل الموتى في العراق يموتون بأحذيتهم


حذاء عادي بمقاس 44 ...لا هو جلدي ولا هو عسكري.. حذاء ككل الاحذية المدنية المنتشرة على وجه الارض حذاء تلبسه ذات متعبة ومتكسرة لمواطن عراقي يحمل صفة الصحفي.....مراسل يغطي مساحات الدمار الطاغية على وجه العراق.... ويعّد الموتى اليوميين ويرصد ما تبقى من الاحياء لم يتعبه حذاؤه الثقيل بقدر ما اتعبته احذية البرابرة وهي ترفس جثث الموتى... كل الموتى في العراق يموتون باحذيتهم ما عدا هذا المواطن الذي اقتلع حذاءه من جثته والقى به في وجه الجريمة وهي تبتسم للدهشة.
حذاء يدفع باب التاريخ ويخلع فضيحته الكبيرة هل ثمة ادهاش اكبر من هذا الادهاش.... سينسي العالم دمار الحادي عشر من سبتمبر وستنسى التلفزات جياع غزة وموتاها وستتسلى بالحذاء كبطل لكل هذه الصباحات ... الحذاء الاكثر ظهورا وشهرة و....ستقام الاغنيات والقصائد باسم الحذاء سيتغزل به شعراء الامة المغلوبة على امرها.
الحذاء مطلوب الآن في المزادات العالمية لمزيد التنكيل بالفضيحة... وهو مطلوب بأكثر من مائة الف دولار رغم الازمة المالية العالمية.... لقد تعب الحذاء من ساقه المنتفخة بهموم البلاد والعباد فاختار التفجر في وجه الجريمة. لا احد كان ينتظر ثورة الحذاء فالكل متعبون ومهزومون واذلاء... في افغانستان وشح حامد قرضاي صدر بوش بوسام الاستحقاق... وفي آخر عهده بالعراق وشحوا الوجه بحذاء «منتظر».
كان الحذاء اكبر من النار المشتعلة اكبر من ازمة المال العالمية بل كان اكبر من طموحات هذه الأمة .... الحذاء هو تلك القنبلة النووية التي بحث عنها البربر في كل العراق ولم يجدوها... والتي من اجلها دمرت البلاد وهتكت الاعراض ولا احد انتبه الى وجودها هناك... عالقة في ساق «منتظر»... حذاء نووي مهين لوجه كل الدكتاتوريات في العالم... حذاء سيأخذنا الى نزهة طويلة نتأمل فيها طبيعة الأحذية المدنية المفخخة...
كان حذاء منتظر يجري في سباقات الخبز اليومي ولا يجني غير تعب المسافات يأكل من تعبه ولا يمل ابدا ثم يعيد لعبته المفضلة ببهجة «سيزيف» يجري ولا يتعب يجري ولا يتعب.... الى ان انفجر على ذاك الوجه الذي افسد السباقات...
وأكل الخبر والتعب... وانتهك اصرار«سيزيف». على معانقة الافق.
هو صباح الحذاء في ليل العرب الاسود

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire