dimanche 11 janvier 2009

الوطن: حول التظاهرات والمسيرات التضامنية مع غزة مزايدات ومغالطات ...من المستفيد منها؟


تونس/الوطن
ليس مقبولا أن يحتكر أو يوظف أيّ طرف سياسي أو أية جهة حق مساندة الشعب الفلسطيني والتضامن معه وهو يواجه آلة الدمار الصهيونية .القضية الفلسطينية وعدالة النضال الفلسطيني من أجل التحرر هي قضية الشعب التونسي بكافة فئاته منذ 1948 ، أي قبل ظهور وتأسيس عديد الأحزاب والجمعيات والمنظمات، ساند الشعب التونسي نضال الشعب الفلسطيني بكافة الأشكال المتاحة، تطوع للقتال في حرب 1948 وفي اجتياح بيروت 1982 والتحق عدد من شبابه بفصائل الثورة الفلسطينية واحتضن قيادة منظمة التحرير عندما خرجت من بيروت وخرج إلى الشوارع في مظاهرات المساندة والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني...ساند الشعب التونسي نضال الشعب الفلسطيني دون أن يزايد أبناؤه على بعضهم البعض ...دون أن يرتفع صوت يتّهم هذا الطرف أو ذاك أن مساندته وتضامنه "شكليان وصوريان" ودون أن يحبر صحفي يحترم نفسه أسطرا يشير فيها إلى عجز الأحزاب السياسية عن تجنيد المواطنين للتضامن مع الشعب الفلسطيني !! ودون أن تقوم الدنيا ولا تقعد لأنّ صحيفة نشرت بيانا تضامنيا لمجموعة طلابيّة!!اليوم يبدو أنّ عديد الأمور تغيّرت، وأنّ صوت المزايدة هو الأعلى.. المزايدة في كل شيء حتى في التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني ... وهو ما يكشف حالة الرداءة التي بلغتها الحياة السياسية في بلادنا التي نعتقد أنها أصبحت في حاجة إلى إعادة فرز جديد على قاعدة الالتزام الحقيقي بالمبادئ والقيم والاستمرار فيها وليس على قاعدة من يزايد أكثر من غيره.ما دفعنا لهذه المقدّمة الطويلة هو متابعتنا لتغطية المسيرات والتظاهرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي شهدتها بلادنا طيلة الفترة الماضية، وقد وقفنا على خطورة " منطق" المزايدة الذي تتبعه بعض الأطراف والجهات التي وإن كانت تختلف ظاهريا فيما بينها فإنها تلتقي في هدف واحد وهو ضرب قوّة تضامن الشعب التونسي مع الشعب الفلسطيني وإبرازه هشّا غير موحّد. ومثل هذا الأمر لا يستفيد منه إلاّ الكيان الصهيوني.عديد المواقع والنشريات الإلكترونية وبيانات بعض المجموعات السياسية سعت إلى التشكيك في صدقية عديد التظاهرات والمسيرات التضامنية ووصفتها "بالشكلية" و "الصورية"، فيما اعتبرت أن ما قامت به هو " تضامن صادق ومبدئي"..ولا نعرف ماهي المقاييس التي اعتمدتها للحكم على ضمائر الناس لتصف مساندتهم "بالصورية" و"الشكلية"... لكننا نعرف أنّ هذه المجموعات والأطراف لم تفتح فاها طيلة فترة حصار غزة ولم تنشر صحفها طيلة فترة الحصار ما يشير إلى الكارثة الإنسانية في غزة...ونعرف أيضا أن بعض رموز هذه المجموعات قبل أسابيع قليلة كانت في مقر سفير الولايات المتحدة الأمريكية تشيد بالديمقراطية الأمريكية، وبعضهم سيسافر أواخر الشهر الحالي إلى أمريكا لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد ...هذا دون أن ننسى مواقفهم المائعة من التطبيع. فبأيّ حق يتكلّم هؤلاء ويزايدون على فئات واسعة من الشعب التونسي.التفسير الوحيد لهذا الأمر هو أن هذه المجموعات تريد أن تحتكر لنفسها كلّ شيء، فهي الوحيدة التي تناضل من أجل الحريات وهي الوحيدة المساندة لأبناء الحوض المنجمي واليوم هي الوحيدة المساندة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني..ولا نعرف غدا ماذا ستكون؟ إنها المزايدة!!يوم السبت 3 جانفي كتب الصحفي كمال بن يونس افتتاحية صحيفة "الصباح" تعرّض فيها إلى دور الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية في تجنيد المواطنين لمساندة الشعب الفلسطيني، ومن وجهة نظره أنّ التجمّع الدستوري الديمقراطي والاتحاد العام التونسي للشغل هما الطرفان الوحيدان اللذان أثبتا قدرة على تجنيد المواطنين، وقد يكون صحيحا بحكم قاعدتهما الجماهيرية ...لكن غير مقبول فيما كتبه كمال بن يونس هو أن يقول إن مقرّات الأحزاب السياسية (...)المعارضة كانت شبه خالية خلال التظاهرات التي نظمتها
وجّه "طلبة قوميون" بيانا إلى " الرأي العام الوطني والدولي" قالوا فيه إنّهم "فوجئوا" بنشر صحيفة "الوطن" بيانهم التضامني مع غزة وقالوا إنّ " التعتيم الإعلامي على نشاطهم أهون لهم أن تنشر "الوطن" "بياناتهم"... ثمّ سمحوا لأنفسهم أن يقدموا مغالطات غير مقبولة منها " أنّ الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي دافع عن استقبال مجرم حرب شارون أثناء انعقاد قمّة المعلومات في نوفمبر 2005 ".ورغم أنّه لا يعرف لهذه المجموعة ومن يقف وراءها أي نشاط حقيقي باستثناء إصدار بيان مرّة كل 6 أشهر!! فإن ما تضمّنه "البيان التوضيحي" ينمّ عن عقلية احتكارية ومزايدات لفظية أصبحت معروفة لدى الجميع.أمّا عن دفاع الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عن استقبال مجرم الحرب شارون في تونس فتلك مغالطة لا يمكن أن تمرّ لأنّ بيانات الحزب في هذا الصدد معروفة ومنها بيان 26 فيفري 2005.
الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 67-الصادر في 9-1-2009
المصدر: تونسنيوز

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire