jeudi 8 mai 2008

الجدل حول تغطية "الشروق" لأحداث سليمان:نطالب بتحقيق لمعرفة الحقيقة ؟





أين الحقيقة ؟ ذلك هو السؤال الملحّ الذي نطرحه إثر الجدل الذي ثار مؤخرا داخل الساحة الإعلامية بعد أن نقل الزميل توفيق العياشي عن الزميلة فاطمة الكراي قولها خلال ورشة علمية بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار بأن التغطية الأولى لأحداث سليمان التي نشرتها جريدة "الشروق" يوم 26 جانفي 2006 انبنت على تقرير أمني تم إرغام زميل على توقيعه. ويتضمن هذا التقرير رواية مفادها أن مجموعة سليمان الإرهابية ليست سوى عصابة مخدرات. ويمثل ذلك في صورة ثبوته مخالفة خطيرة لأخلاقيات المهنة وميثاق شرفها. في المقابل تنفي الزميلة رئيسة تحرير "الشروق" رواية زميلها بصحيفة "مواطنون" وتتهمه باختلاق ما كتبه. وهو ما يشكّل أيضا في صورة ثبوته خطأ جسيما ومخالفة لأخلاقيات المهنة وميثاق شرفها. الواقعة المختلف عليها لها شهود عيان، والأهم من ذلك أنه تمّ تصويرها بكاميرا رقمية من قبل المشرفين على الورشة ، كما يؤكد الزميل توفيق العياشي الذي يصرّ على صحة روايته بأنه يملك بدوره تسجيلا صوتيّا للحادثة. المطلوب اليوم تدخّل النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين للتحقيق في ما جرى، وتحميل المخطئ مسؤوليته الكاملة واتخاذ الإجراءات المستوجبة ضده

مقال أحداث سليمان موضوع الجدل

خلفـت قتيلين وجريحـين:

كل التفاصيل عن المواجهة المسلحة بين قوّات الأمن وعصابة المخدرات

* تونس ـ الشروق- منجي الخضراوي:

قتيلان وجريحان في مواجهة دامية بين أعوان الأمن وأفراد عصابة دولية تنشط في مجال المخدّرات، وذلك بأحد احياء الضاحية الجنوبية للعاصمة خلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد الماضيين، وفق ما أكّدته مصادر رسمية.

وحسب شهود عيان، فإن المواجهة جرت بمنطقة «الشعبية» بحمام الانف التي تبعد قرابة العشرين كيلومترا عن العاصمة في اتجاه الجنوب. وقد استعملت في هذه المواجهة أسلحة مختلفة وأسفر ذلك عن قتيلين من أفراد العصابة واعتقال اثنين منهم، فيما اصيب عونا أمن بجروح متفاوتة الخطورة.

وكانت وكالة تونس افريقيا للانباء قد نقلت عن مصدر بوزارة الداخلية ان مسلحين اثنين قتلا في تبادل لاطلاق النار بين قوات الامن ومجموعة من المسلحين ليل السبت في الضاحية الجنوبية.

وأضاف المصدر «ان المواجهات حصلت بين مجموعة انفار مقيمين باحد المساكن الكائنة بالضاحية الجنوبية ودورية أمنية بالمكان».

وحسب ما نقلته وكالة (رويترز) للانباء فان مصدرا من الشرطة قال «نعم حصلت مواجهة شرسة مع هذه المجموعة بجهة حمام الانف».

وحسب مصادر رسمية، فإن مجموعة من الانفار كانوا على متن سيارة، متجهين نحو العاصمة قادمين عبر الطريق الوطنية رقم 1، فأوقفتهم دورية للحرس الوطني على مستوي مفترق برج السدرية، الا أنهم لم يمتثلوا لذلك، فاضطر اعوان الدورية الى الالتجاء لزملائهم ببرج الباي، فرفض افراد المجموعة للمرة الثانية، مما جعل قوّات الامن تشتبه في الأمر وتستنفر وحداتها، خاصة أمام ورود انباء عن سعي عصابة دولية تنشط في مجال تهريب المخدرات وادخال كميات هامة من المواد المخدرة، فجرت عملية مطاردة للسيارة المشتبه بها، الا ان المفاجأة كانت كبيرة عندما باغتهم افراد هذه العصابة بالمبادرة باطلاق النار تجاههم وبوابل من الرصاص، عندها اضطرّت قوّات الامن الى التمترس والاستنفار ثم تبادل اطلاق النار مع افراد هذه المجموعة.

وحسب شاهد عيان، وهو حارس ليلي بجهة الشعبية، فإن المواجهة فعلا كانت شرسة ودامية.

وقال «ظننت انه بين عصابتين، في بادئ الامر، اذ جرت سابقا معارك بين افراد متورّطين في قضايا مخدّرات لكن الامر لم يصل الى هذا الحد».

وقال شاهد آخر، يعمل بمقهى انه فوجئ عندما شاهد تفاصيل المواجهة بين اعوان الامن من جهة وأفراد العصابة من جهة أخرى. وأضاف بأنه اختبأ خوفا من ان يصاب، وقال ان المواجهة جرت على مدى اكثر من ساعة.

وحسب مصادر مطلعة، فإن افراد العصابة بادروا باستهداف اعوان الأمن باطلاق الرصاص، فكانت اجابة قوات الامن باطلاق النار ايضا، وجرت مواجهة شرسة، تمكّن على اثرها اعوان الامن من قتل عنصرين في العقد الثالث من عمرهما، وتمكنوا ايضا من ايقاف شخص حاول الفرار بعد اصابته بطلق ناري.

وحسب نفس الرواية، فلقد دل هذا الشخص على منزل بجهة بئر الباي، التي تبعد قرابة الكيلومترين عن مكان المواجهة حيث تمترس باقي افراد العصابة.

وقد قام اعوان الأمن باقتحام المنزل بعد التنبيه على من فيه وتمكنوا من القاء القبض على شخص آخر.

مصادر حسنة الاطلاع اوردت ان عوني أمن اصيبا في المواجهة بجروح متفاوتة الخطورة وأنهم تمكنوا من حجز كميات هامة من المخدرات وبعض قطع الأسلحة.

وحال انتهاء المواجهة حل اعوان الحماية المدينة وهرعت سيارات الاسعاف وجرت طمأنة المواطنين ومتساكني الجهة، وتم نقل المصابين الى أحد المستشفيات بالعاصمة، فيما ابلغ ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس الذي عاين جثة الهالكين.

وتمت معاينة آثار طلق النار وأذن بفتح تحقيق في القضية والكشف عن كل ملابساتها.

نفس المصدر قال لـ «الشروق» ان التحقيقات الاولية أكّدت ان أفراد هذه العصابة مرتبطون بشبكات دولية لتهريب المخدرات والسلاح، وأنهم دخلوا البلاد التونسية قادمين من احدى الدول وأنهم يريدون ترويج كميات هامة جدا من المواد المخدرة.

وقد عملت «الشروق» في هذا الباب أن افراد العصابة سبق وان انتموا الى عصابات للجريمة المنظمة في دول اوروبية... وانهم قدموا الى تونس لمواصلة نشاطهم في دنيا الاتجار في المخدرات صلب عصابات مهيكلة ومنظمة... غير ان قوات الامن كانت لهم بالمرصاد... حيث تم تتبع انشطتهم المشبوهة ورصد كل تحركاتهم قبل ان تتم مداهمتهم ومحاولة ايقافهم ليحصل الاشتباك المشار اليه.

مع الاشارة الى أن قوات الامن باحدى الدول المجاورة تمكنت خلال احد الايام القليلة الماضية من تفكيك شبكة دولية لترويج المخدرات وحجز سبعة أطنان من مواد مخدّرة.

وعموما، فإن الحياة في مكان المواجهة تجري عادية، فقط يتناول الناس الحكاية بتفاصيل وسيناريوهات جرت ولم تجر، وأصبح بعض حديث المقاهي شراسة هذه المواجهة التي لم تحصل سابقا في تونس، ولا يمكن حسم الامر الا بانتهاء التحقيقات، مع الاشارة الى أن حمل السلاح في تونس ممنوع الا على من له ترخيص خاص وهو حكر على القوات المسلحة.

(المصدر: صحيفة الشروق الصادرة يوم 26 ديسمبر 2006)









Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire