samedi 14 juin 2008

بيـــان توضيحـــي

تونس في 14 جوان 2008

أصدر المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم الجمعة 13 جوان 2008 بيانا عبّــر فيه عن رفضه لــــ: "سعي بعض الأطراف إلى تأسيس نقابة موازية لصحفيي الإذاعة والتلفزة". وذلك رغم حصول اتفاق سابق داخل المكتب على عدم التسرع بإصدار أيّ بيـان.
وباعتباري عضوا في المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ومن منطلق رفضي لافتعال تناحر داخليّ ولجرّ نقابتنا إلى مواجهة مع الاتحاد العام التونسي للشغل، أتقدّم بالتوضيح التالي:
لقد سبق لي أن دعوت المكتب التنفيذي للنقابة خلال اجتماعه يوم الخميس 5 جوان 2008 إلى مراجعة السياسات المتسرعة التي ينتهجها والتي لا تتناسب مع حجمه ومع طبيعة المرحلة. والتصرف بحكمة ومسؤولية، ومراعاة مصالح الصحفييـن وعدم الانجرار إلى معارك خاسرة. مع تفهّـم دوافع زملائنا المتجنّـدين للدفاع عن مصالحهم المهنيّــة بعد أن تم استبعاد نقابتنا من المشاركة في المفاوضات الاجتماعية الجارية.
ودعوت المكتب التنفيذي الذي وافق على ذلك، إلى التركيز على تحديد الأهداف الإستراتيجية للقطاع وضبط المسارات التفاوضية والتعاطي معها كحزمة مترابطة، والعمل على بناء هيكل قويّ يكون قادرا على مواجهة التحديات المستقبليّــة في ظلّ عالـم يتراجع فيه دور الحكومات مقابل تدعّــم سلطة القطاع الخاص. مع أخذ معطيات الواقع بعين الاعتبار وبناء شبكة من التحالفات التي تدعم مصالح الصحفيين وتقوّي نقابتهم واستقلاليتها. لأنه في غياب التنظيم القويّ تبقى الاستقلالية شعارا مجرّدا.
ومن هذا المنطلق، يعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل عمقـا استراتيجيّــا للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وسندا لهــا.
والحديث عن الاتحاد في البيان المشار إليه بمصطلحات من قبيــل "بعض الأطراف" و "نقابة موازية" لا يستقيم في حق هذه المنظمة الوطنية العريقة. فالصحفيون التونسيون أبناء شرعيون للاتحاد العام التونسي للشغل. وإذا دفعتهم غيرتهم على استقلاليتهم إلى بناء تنظيمهم الخاص: النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وعيا منهم بأن التنظيم المهني للصحفيين يجب أن يكون مستقلا عن كل الأطر ومراكز القوى سياسية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية، وبأن طبيعة العمل الصحفي المتحررة تتعارض مع متطلبات المركزية والانضباط الهيكلي؛ فهذه الاستقلالية لا تتحقق إلاّ في إطار التواصل النضالي مع الاتحاد العام التونسي للشغل وليس في قطيعة معه.
ومن هذا المنطلق أدعو إلى بناء علاقة شراكة بين النقابة الوطنية للصحفيين التونسييـن والاتحاد العام التونسي للشغل تستلهم نموذج الشراكة القائمة بين الاتحاد الدولي للصحفيين (الفيج) والاتحاد النقابي العالمي (السيزل سابقا). بحيث تحافظ نقابتنا على استقلاليتها التنظيمية، مع انضمامها إلى الاتحاد العام التونسي للشغل كعضو في هيئته الإدارية بصفة ملاحظ.
والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي ورثت رصيدا نضاليّـا مشرّفـا لجمعية الصحفيين التونسيين في الدفاع عن مصالح الصحفيين وتتمثّــل تطلعاتهم، يحقّ لها أن تعتبر نفسها الممثل الشرعي للصحفيين التونسيين. مع احترام الحق في التعددية النقابية، وعدم السقوط في مستنقع التفسير التآمري والرّدود المتشنجة.
والتمثيليّــة ليست مجرد شعار يُــرفع، بل هي عمل دؤوب على الالتحام بالصحفيين وتواصل معهم، وعدم إنكار للهياكل القانونية لنقابتهم من لجان وفروع ومكتب تنفيذي موسّـع والتشكيك فيها، والتعامل معها بمنطق الوصاية أو التجميد.
وتفترض الشرعيّــة التزاما بالعمق التاريخي، برصيده النضالي وتوجهاته الأصيلة، وعدم التنكّــر له. والعلاقة النضالية المتميزة القائمة بين جمعية الصحفيين التونسيين والاتحاد العام التونسي للشغل تعتبر إحدى العناصر الأساسية لعمليّـة التوريث التي قامت على أساسها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
لـــذا، أدعو زملائي في المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إلى أن نقوم جميعا بوقفة تأمّــل ونقد ذاتي نراجع فيها أنفسنا عسانا ننجح في وقف عملية التدمير الذاتي وننقذ نقابتنا من الوضع الذي تردّت فيه.
أدعو زملائي في المكتب التنفيذي للنقابة إلى تفهّــم دقّــة المرحلة والتعامل معها بوعي وحكمة.
أدعو زملائي إلى أن يشدّ بعضنا أزر بعض، وأن نتجنّـب منطق التهديد في وقت لم نقدّم فيه لزملائنا ما يشجعهم على الالتزام معنا، بحيث تبقى نقابتنا حاضنة لكل أبنائها، تقوّيهم وتقوى بهم.
أدعو زملائي أعضاء المكتب التنفيذي إلى إصدار مقررات ولـوائح المؤتمر الذي صعّـدهم إلى دفّـة القيادة، والالتزام بالعمل بها. هذه اللّـوائح التي لم تنشر لغاية اليوم ولم يتمّ حتى تعليقها، تتجاوز شرعيتها شرعية المكتب التنفيذي نفسه. فهذه اللّـوائح تمثل إرادة المؤتمرين العليا، والمكتب التنفيذي أداة لتنفيذهــا.
أدعو كافة الزميلات والزملاء للالتفاف حول نقابتهم، والتعجيل بعقد اجتماعات الهياكل القانونية للنقابة بدءا بالمكتب التنفيذي الموسّـع ثم الجلسة العامة، لتصحيح المسار ووضع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على سكة إنجاز مطالب الصحفيين.
وتبقـى مصالح المهنة والصحفييــن فوق كلّ اعتبــار...
عاشت نضالات الصحفيين التونسيين..
عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، حرّة مستقلّــة، مناضلــة..
عاش الاتحاد العام التونسي للشغل قلعة شامخة للنضال الوطني، وظهيرا للأجـراء

زيــاد الهانــي
عضو المكتب التنفيذي
للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire